كما رأينا في المقالات السابقة،‏ يحاول الناس ان يضمنوا مستقبلهم بالاتكال على القدر،‏ التعليم العالي،‏ الغنى،‏ وأعمالهم الجيدة.‏ لكن اعتمادهم على هذه الأمور يشبه الاعتماد على خريطة فيها خطأ.‏ فهي لن توصلهم الى هدفهم.‏ ولكن هل يعني ذلك انه ليس هناك مرجع موثوق به يضمن مستقبلنا؟‏ طبعًا لا.‏

عندما ننوي ان نأخذ قرارًا ما،‏ نستشير عمومًا شخصًا اكبر منا في العمر وأخبر منا في الحياة.‏ بشكل مشابه،‏ اذا اردنا ان نضمن مستقبلنا،‏ نحتاج الى ارشاد من شخصية اكبر وأحكم منا بكثير.‏ وهذا الإرشاد موجود في مرجع موثوق به بدأت كتابته منذ ٥٠٠‏,٣ سنة تقريبًا.‏ وهو يُدعى الكتاب المقدس.‏

ولماذا الكتاب المقدس مرجع موثوق به؟‏ لأن مؤلفه هو اللّٰه،‏ الإله الأعظم والأحكم في الكون.‏ ويُقال انه «الحي منذ القديم»،‏ «من الدهر الى الدهر».‏ (‏دانيال ٧:‏٩؛‏ مزمور ٩٠:‏٢‏)‏ «خالق السموات،‏ هو اللّٰه،‏ مصوِّر الأرض وصانعها».‏ (‏اشعيا ٤٥:‏١٨‏)‏ واللّٰه يعرِّف عن نفسه باسمه العلم يهوه.‏ —‏ مزمور ٨٣:‏١٨‏.‏

وبما ان الذي ألَّف الكتاب المقدس هو خالق كل البشر،‏ فهو لا يفضِّل حضارة او عرقًا على آخر.‏ ونصائح هذا الكتاب تنجح في كل زمان وتفيد الناس في كل مكان.‏ وليس هناك كتاب آخر على الأرض منتشر الى هذا الحد ومتوفر بهذا العدد الكبير من اللغات.‏ * فالناس في كل انحاء الأرض يقدرون ان يفهموه بكل سهولة ويستفيدوا من ارشاده ونصائحه.‏ وهذه الأفكار تنسجم مع ما يقوله الكتاب المقدس:‏

‏«اللّٰه ليس محابيًا،‏ بل في كل امة،‏ مَن يخافه ويعمل البر يكون مقبولًا عنده».‏ —‏ اعمال ١٠:‏٣٤،‏ ٣٥‏.‏

وكما يهتم الأب المحب بأولاده ويعطيهم نصائح تفيدهم،‏ يهوه اللّٰه هو اب محب يهتم بنا ويعطينا في كلمته الكتاب المقدس نصائح تفيدنا.‏ (‏٢ تيموثاوس ٣:‏١٦‏)‏ ونقدر ان نثق بكلمته لأنه هو الذي خلقنا،‏ وهو يعرف ما هي أفضل طريقة لنعيش حياتنا ونتمتع بها.‏

ولكن ماذا يجب ان تفعل لتتمتع بهذا المستقبل؟‏ اقرإ المقالة التالية.‏