مقالة الدرس ٢٦
التَّرنيمَة ٨ في يَهْوَه مُحتَمانا
ليكن يهوه صخرتك
«لَيسَ صَخرَةٌ مِثلَ إلهِنا». — ١ صم ٢:٢.
الفِكرَةُ الرَّئيسِيَّة
إعرِفْ لِماذا يُشَبَّهُ يَهْوَه بِصَخرَةٍ وكَيفَ نَتَمَثَّلُ بِصِفاتِهِ الَّتي تُشبِهُ الصَّخر.
١ بِماذا شَبَّهَ دَاوُد يَهْوَه حَسَبَ المَزْمُور ١٨:٤٦؟
نَعيشُ في عالَمٍ تَكثُرُ فيهِ التَّحَدِّياتُ المُفاجِئَة الَّتي تُصَعِّبُ حَياتَنا، أو حتَّى تَقلِبُها رَأسًا على عَقِب. ونَحنُ نَشكُرُ يَهْوَه اللّٰهَ لِأنَّنا نَقدِرُ أن نَلجَأَ إلَيهِ لِيُساعِدَنا. في المَقالَةِ السَّابِقَة، رَأيْنا أنَّ إلهَنا حَيٌّ وهو دائِمًا مُستَعِدٌّ لِيَدعَمَنا. وعِندَما نَلمُسُ دَعمَه، نَشعُرُ بِالطُّمَأنينَةِ ونَتَأكَّدُ أنَّ «يَهْوَه إلهٌ حَيّ». (إقرإ المزمور ١٨:٤٦.) ولكنْ مُباشَرَةً بَعدَما ذَكَرَ دَاوُد هذِهِ العِبارَة، دَعا اللّٰهَ «صَخرَتي». فلِماذا شَبَّهَ الإلهَ الحَيَّ يَهْوَه بِشَيءٍ جامِدٍ مِثلِ الصَّخرَة؟
٢ لِماذا يَلزَمُ أن تَهُمَّنا الفِكرَةُ أنَّ دَاوُد دَعا يَهْوَه «صَخرَتي»؟
٢ في هذِهِ المَقالَة، سنُناقِشُ لِماذا يُشَبَّهُ يَهْوَه بِصَخرَةٍ وماذا تُعَلِّمُنا هذِهِ الصُّورَةُ الكَلامِيَّة عنه. وسَنَتَعَلَّمُ أيضًا كَيفَ نَعتَبِرُ يَهْوَه صَخرَتَنا نَحن. وفي النِّهايَة، سنَتَحَدَّثُ عن طُرُقٍ لِنَتَمَثَّلَ بِصِفاتِ يَهْوَه الَّتي تُشبِهُ الصَّخر.
لِماذا يَهْوَه صَخرَة؟
٣ كَيفَ يَستَعمِلُ الكِتابُ المُقَدَّسُ الكَلِمَتَيْنِ «صَخرٌ» و «صَخرَةٌ» في أحيانٍ كَثيرَة؟ (أُنظُر الصُّورَة.)
٣ يَستَعمِلُ الكِتابُ المُقَدَّسُ الكَلِمَتَيْنِ «صَخرٌ» و «صَخرَةٌ» لِيَرسُمَ صورَةً كَلامِيَّة تُخبِرُنا عن صِفاتٍ لَدى يَهْوَه. وغالِبًا ما تَرِدانِ في مَقاطِعَ تُسَبِّحُ اللّٰهَ لِأنَّهُ إلهٌ لا مَثيلَ له. وأوَّلُ مَرَّةٍ يُقالُ إنَّ يَهْوَه هوَ «الصَّخرُ» هي في التَّثْنِيَة ٣٢:٤. وقد قالَت حَنَّة في صَلاتِها إنَّهُ «لَيسَ صَخرَةٌ مِثلَ إلهِنا». (١ صم ٢:٢) ودَعا حَبَقُوق يَهْوَه «صَخرَتي». (حب ١:١٢) كما أنَّ كاتِبَ المَزْمُور ٧٣ دَعا اللّٰهَ «صَخرَةَ قَلبي». (مز ٧٣:٢٦، الحاشية) حتَّى يَهْوَه قالَ عن نَفْسِهِ إنَّهُ صَخرَة. (إش ٤٤:٨) لِنُناقِشِ الآنَ ثَلاثَ صِفاتٍ تُشبِهُ الصَّخرَ يَمتَلِكُها يَهْوَه، ونَتَعَلَّمْ كَيفَ نَجعَلُهُ «صَخرَنا». — تث ٣٢:٣١.
٤ كَيفَ يَكونُ يَهْوَه مَلجَأً؟ (مزمور ٩٤:٢٢)
٤ يَهْوَه مَلجَأ. مِثلَما أنَّ الصَّخرَةَ الكَبيرَة تُخَبِّئُ الشَّخصَ مِن عاصِفَةٍ قَوِيَّة، يَحْمينا يَهْوَه حينَ نُواجِهُ ظُروفًا تُهَدِّدُ خَيرَنا. (إقرإ المزمور ٩٤:٢٢.) فهو يُبْقينا في أمانٍ ولا يَسمَحُ أن نُعانِيَ مِن أذًى دائِم. كما أنَّهُ يَعِدُنا بِشَيءٍ أكثَرَ بَعد: أن يُزيلَ أخيرًا كُلَّ ما يُهَدِّدُ سَلامَنا وأمانَنا. — حز ٣٤:٢٥، ٢٦.
٥ كَيفَ يَصيرُ يَهْوَه مَلجَأً مِن صَخرٍ بالنِّسبَةِ لَنا؟
٥ إحْدى الطُّرُقِ لِنَجعَلَ يَهْوَه مَلجَأً مِن صَخرٍ بالنِّسبَةِ لَنا هيَ الصَّلاةُ إلَيه. فعِندَما نُصَلِّي، يُعْطينا يَهْوَه ‹سَلامَهُ› الَّذي يَحرُسُ قَلبَنا وعَقلَنا. (في ٤:٦، ٧) لاحِظِ اختِبارَ أخٍ اسْمُهُ أَرْتِيم سُجِنَ مِن أجْلِ إيمانِه. فقد كانَ يَخضَعُ تَكرارًا لِلاستِجوابِ على يَدِ مُحَقِّقٍ قاسٍ يَضغَطُ علَيهِ ويُهينُه. يَقولُ أَرْتِيم: «كُنتُ أشعُرُ بِتَوَتُّرٍ شَديدٍ كُلَّما استَدعاني المُحَقِّق . . . صَلَّيتُ طولَ الوَقتِ إلى يَهْوَه. طَلَبتُ مِنهُ سَلامَ القَلبِ والحِكمَة. وهكَذا لم تَنفَعْ معي كُلُّ تَكتيكاتِ المُحَقِّق . . . بِمُساعَدَةِ يَهْوَه، أحسَستُ أنِّي أقِفُ وَراءَ حائِطٍ يَحْميني».
٦ لِماذا نَقدِرُ أن نَتَّكِلَ دائِمًا على يَهْوَه؟ (إشعيا ٢٦:٣، ٤)
٦ يَهْوَه يُتَّكَلُ علَيه. مِثلَما أنَّ الصَّخرَ الضَّخمَ لا يَتَزَحزَح، يَهْوَه مَوْجودٌ دائِمًا لِيُساعِدَنا. ونَقدِرُ أن نَثِقَ بهِ لِأنَّهُ «صَخرُ الدُّهور». (إقرأ إشعيا ٢٦:٣، ٤.) فهو سيَكونُ دائِمًا حَيًّا لِيَفِيَ بِوُعودِه، يَسمَعَ صَلَواتِنا، ويَدعَمَنا عِندَ الحاجَة. ونَقدِرُ أيضًا أن نَتَّكِلَ على يَهْوَه لِأنَّهُ وَلِيٌّ لِلَّذينَ يَخدُمونَه. (٢ صم ٢٢:٢٦) فهو لن يَنْسى أبَدًا ما نَفعَلُهُ وسَيُكافِئُنا بِالتَّأكيد. — عب ٦:١٠؛ ١١:٦.
٧ كَيفَ يَنفَعُنا الاتِّكالُ على يَهْوَه؟ (أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.)
٧ نَجعَلُ يَهْوَه صَخرَتَنا عِندَما نَتَّكِلُ كامِلًا علَيه. ونَحنُ نَثِقُ أنَّنا إذا أطَعناهُ حتَّى في الأوْقاتِ الصَّعبَة، نَنتَفِعُ كَثيرًا. (إش ٤٨:١٧، ١٨) ففيما نَلمُسُ دَعمَه، تَزدادُ ثِقَتُنا به. ونَصيرُ بِالتَّالي مُستَعِدِّينَ بِشَكلٍ أفضَلَ لِنُواجِهَ الصُّعوباتِ الَّتي لا يَقدِرُ أحَدٌ إلَّا يَهْوَه أن يُخرِجَنا مِنها. وغالِبًا في المَواقِفِ حينَ لا يَكونُ هُناك أحَدٌ نَلجَأُ إلَيه، نُدرِكُ إلى أيِّ دَرَجَةٍ يُتَّكَلُ على يَهْوَه. يُخبِرُ فْلَادِيمِير: «الفَترَةُ الَّتي قَضَيتُها في مَركَزِ الحَجزِ كانَت أفضَلَ وَقتٍ في عَلاقَتي معَ اللّٰه. تَعَلَّمتُ أن أثِقَ بهِ أكثَرَ لِأنِّي كُنتُ وَحيدًا تَمامًا وعاجِزًا تَمامًا أمامَ هذا الظَّرف».
٨ (أ) لِماذا نَقولُ إنَّ يَهْوَه ثابِت؟ (ب) كَيفَ نَستَفيدُ حينَ يَكونُ اللّٰهُ صَخرَتَنا؟ (مزمور ٦٢:٦، ٧)
٨ يَهْوَه ثابِت. مِثلَ الصَّخرَةِ الكَبيرَة، يَهْوَه ثابِتٌ ومُستَقِرّ. شَخصِيَّتُهُ لَيسَ فيها تَقَلُّباتٌ وقَصدُهُ لا يَتَغَيَّر. (مل ٣:٦) فالتَّمَرُّدُ في عَدَن لم يَهُزَّه. فكَما كَتَبَ الرَّسولُ بُولُس، يَهْوَه «لا يَقدِرُ أن يُنكِرَ ذاتَه». (٢ تي ٢:١٣) وهذا يَعْني أنَّهُ مَهْما حَصَلَ ومَهْما فَعَلَ الآخَرون، فلن يَحيدَ يَهْوَه أبَدًا عن صِفاتِه، قَصدِه، ومَقاييسِه. وبِهذِهِ الثِّقَةِ بِإلهِنا الثَّابِت، نَلتَفِتُ إلَيهِ مِن أجْلِ الخَلاصِ والمُساعَدَةِ عِندَما تَعصِفُ بنا المَشاكِل. — إقرإ المزمور ٦٢:٦، ٧.
٩ ماذا تَتَعَلَّمُ مِنِ اختِبارِ تَاتْيَانَا؟
٩ نَجعَلُ يَهْوَه صَخرَتَنا حينَ نُرَكِّزُ على شَخصِيَّتِهِ ونُبْقي قَصدَهُ دائِمًا في بالِنا. وهذا سيُساعِدُنا أن نُحافِظَ على استِقرارِنا العاطِفِيِّ في وَجهِ الصُّعوبات. (مز ١٦:٨) لاحِظِ اختِبارَ أُختٍ اسْمُها تَاتْيَانَا وُضِعَت تَحتَ الإقامَةِ الجَبرِيَّة في بَيتِها بِسَبَبِ إيمانِها. تَقول: «وَجَدتُ نَفْسي وَحيدَةً بِكُلِّ مَعْنى الكَلِمَة. كانَ الوَضعُ صَعبًا في البِدايَة، وفي أكثَرِيَّةِ الأوْقاتِ كُنتُ أشعُرُ بِالإحباط». ولكنْ حينَ فَكَّرَت تَاتْيَانَا كَيفَ تَرتَبِطُ مُشكِلَتُها بِيَهْوَه وقَصدِه، ارتَفَعَت مَعنَوِيَّاتُها واستَطاعَت أن تَتَحَمَّلَ ظَرفَها. تُخبِر: «فَكَّرتُ في السَّبَبِ وَراءَ ما يَحصُلُ معي. فأنا أمُرُّ بِكُلِّ هذا مِن أجْلِ يَهْوَه. وهذا ساعَدَني أن لا أعودَ أُفَكِّرُ في نَفْسي».
١٠ كَيفَ يَكونُ يَهْوَه صَخرَتَنا الآن؟
١٠ في الأيَّامِ الآتِيَة، سنُواجِهُ صُعوباتٍ تَتَطَلَّبُ مِنَّا أن نَتَّكِلَ على يَهْوَه أكثَرَ مِن أيِّ وَقتٍ مَضى. فالآنَ هوَ الوَقتُ لِنُقَوِّيَ قَناعَتَنا أنَّهُ سيُؤَمِّنُ لنا كُلَّ ما نَحتاجُ إلَيهِ لِنَحتَمِلَ بِأمانَة. كَيفَ نَفعَلُ ذلِك؟ إقرَأْ قِصَصَ الكِتابِ المُقَدَّسِ واختِباراتِ شُهودِ يَهْوَه في أيَّامِنا. لاحِظْ كَيفَ أظهَرَ اللّٰهُ صِفاتٍ تُشبِهُ الصَّخرَ لِيَدعَمَ خُدَّامَه. تَأمَّلْ في هذِهِ القِصَص. وهذا سيُساعِدُكَ أن تَجعَلَ يَهْوَه صَخرَتَك أنت.
تَمَثَّلْ بِصِفاتِ يَهْوَه الَّتي تُشبِهُ الصَّخر
١١ لِماذا نُريدُ أن نَتَمَثَّلَ بِصِفاتِ يَهْوَه الَّتي تُشبِهُ الصَّخر؟ (أُنظُرْ أيضًا الإطار « هَدَفٌ لِلإخوَةِ الشُّبَّان».)
١١ رَأيْنا كَيفَ يَكونُ يَهْوَه مِثلَ صَخرَة. والآنَ سنُناقِشُ كَيفَ نَتَمَثَّلُ بِصِفاتِهِ الَّتي تُشبِهُ الصَّخر. وكُلَّما اقتَرَبنا أكثَرَ مِن صِفاتِه، صِرنا جاهِزينَ أكثَرَ لِنَبنِيَ الجَماعَة. مَثَلًا، أعْطى يَسُوع لِسِمْعَان الاسْمَ صَفَا (المُتَرجَمَ إلى «بُطْرُس») الَّذي يَعْني «صَخرَة». (يو ١:٤٢) وهذا دَلَّ أنَّهُ سيَصيرُ مَصدَرَ تَشجيعٍ لِلآخَرينَ ويُساهِمُ في خَلقِ جَوٍّ مِنَ الاستِقرارِ في الجَماعَة. وتَصِفُ كَلِمَةُ اللّٰهِ الشُّيوخَ اليَومَ بِأنَّهُم «ظِلُّ صَخرَةٍ عَظيمَة». وهذا يُظهِرُ أنَّهُم يَحْمونَ الآخَرينَ في الجَماعَة. (إش ٣٢:٢) وطَبعًا، تَستَفيدُ الجَماعَةُ حينَ يَتَمَثَّلُ الكُلّ، الإخوَةُ والأخَوات، بِصِفاتِ يَهْوَه الَّتي تُشبِهُ الصَّخر. — أف ٥:١.
١٢ ما هي بَعضُ الطُّرُقِ لِنَكونَ مَلجَأً لِإخوَتِنا؟
١٢ كُنْ مَلجَأً لِإخوَتِك. أحيانًا، قد نُؤَمِّنُ لِإخوَتِنا مَلجَأً حَرفِيًّا مِنَ الكَوارِثِ الطَّبيعِيَّة، الاضطِراباتِ المَدَنِيَّة، أوِ الحُروب. وفيما يَصيرُ الوَضعُ أسوَأَ في «الأيَّامِ الأخيرَة»، سيَكونُ لَدَينا دونَ شَكٍّ فُرَصٌ أكثَرُ لِنُساعِدَ واحِدُنا الآخَر. (٢ تي ٣:١) ونَقدِرُ أيضًا أن نَكونَ مَلجَأً عاطِفِيًّا وروحِيًّا لِإخوَتِنا. كَيف؟ حينَ نُساهِمُ في الجَوِّ الدَّافِئِ في الجَماعَةِ ونُحَسِّسُ إخوَتَنا أنَّهُم بَينَ عائِلَتِهِم في قاعَةِ المَلَكوت. نَحنُ نَعيشُ في عالَمٍ قاسٍ، بارِد، مَليءٍ بِالهُموم. لِذلِك حينَ يَحضُرُ إخوَتُنا الاجتِماعات، نُريدُ أن نَفعَلَ كُلَّ ما نَقدِرُ علَيهِ كَي يَشعُروا بِالمَحَبَّة، الانتِعاش، والأمان.
١٣ كَيفَ يَكونُ الشُّيوخُ بِشَكلٍ خاصٍّ مَلجَأً لِلإخوَة؟ (أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.)
١٣ يُمكِنُ أن يَصيرَ الشُّيوخُ مَلجَأً لِلإخوَةِ الَّذينَ يُواجِهونَ حَرفِيًّا ومَجازِيًّا عَواصِفَ في حَياتِهِم. فخِلالَ الكَوارِثِ الطَّبيعِيَّة والحالاتِ الطِّبِّيَّة الطَّارِئَة، يَأخُذُ الشُّيوخُ المُبادَرَةَ ويُرَتِّبونَ لِتَقديمِ المُساعَدَةِ العَمَلِيَّة. كما أنَّهُم يُقَدِّمونَ المُساعَدَةَ الرُّوحِيَّة. ولا شَكَّ أنَّ الإخوَةَ سيُحِبُّونَ أن يَقتَرِبوا مِن شَيخٍ إذا كانَ مَعروفًا بِلُطفِه، تَعاطُفِه، ورَغبَتِهِ في الاستِماعِ لِلآخَرين. فهذِهِ الصِّفاتُ تُحَسِّسُهُم أنَّهُم بَينَ أيْدٍ أمينَة، وتُسَهِّلُ علَيهِم أن يُطَبِّقوا أيَّ نَصيحَةٍ مِنَ الكِتابِ المُقَدَّسِ قد يُعْطيها لهُم. — ١ تس ٢:٧، ٨، ١١.
١٤ كَيفَ نَكونُ أشخاصًا يُعتَمَدُ علَيهِم؟
١٤ كُنْ شَخصًا يُتَّكَلُ علَيه. نُريدُ أن يَشعُرَ الآخَرونَ أنَّنا أشخاصٌ يُعتَمَدُ علَيهِم، وخاصَّةً في الظُّروفِ الصَّعبَة. (أم ١٧:١٧) فكَيفَ نَكسِبُ هذا الصِّيت؟ يَلزَمُ أن نَجتَهِدَ لِنُظهِرَ دائِمًا الصِّفاتِ المَسِيحِيَّة، مِثلَ أن نَفِيَ بِوُعودِنا ونَكونَ دَقيقينَ في مَواعيدِنا. (مت ٥:٣٧) وجَيِّدٌ أيضًا أن نُقَدِّمَ المُساعَدَةَ العَمَلِيَّة عِندَ الحاجَة. بِالإضافَةِ إلى ذلِك، نَحنُ نَسْعى لِنُتَمِّمَ تَعييناتِنا حَسَبَ التَّوجيهاتِ الَّتي نَتَلَقَّاها.
١٥ كَيفَ تَستَفيدُ الجَماعَةُ إذا كانَ الشُّيوخُ يُتَّكَلُ علَيهِم؟
١٥ الشُّيوخُ الَّذينَ يُتَّكَلُ علَيهِم هُم بَرَكَةٌ لِلجَماعَة. فالنَّاشِرونَ يَشعُرُونَ أنَّ لَدَيهِم سَنَدًا إذا كانوا يَرتاحونَ أن يَتَّصِلوا بِالشُّيوخ، مِثلِ ناظِرِ فَريقِهِم. ويَشعُرونَ أيضًا أنَّ هُناك مَن يَهتَمُّ بهِم إذا كانوا يَعرِفونَ أنَّ الشُّيوخَ جاهِزونَ لِيُساعِدوهُم. وعِندَما يُؤَسِّسُ الشُّيوخُ نَصائِحَهُم على الكِتابِ المُقَدَّسِ ومَطبوعاتِ العَبدِ الأمينِ بَدَلَ آرائِهِمِ الشَّخصِيَّة، يَكسِبونَ ثِقَةَ رِفاقِهِم في الإيمان. ولَدى الإخوَةِ والأخَواتِ سَبَبٌ إضافِيٌّ لِيَثِقوا بِالشَّيخِ الَّذي يُحافِظُ على سِرِّيَّةِ المَسائِلِ الشَّخصِيَّة ويُلاحِقُ الأُمورَ كما وَعَد.
١٦ كَيفَ نَستَفيدُ نَحنُ وغَيرُنا عِندَما نَكونُ ثابِتين؟
١٦ كُنْ ثابِتًا. سيَكونُ تَأثيرُنا إيجابِيًّا على الآخَرينَ إذا كُنَّا ثابِتينَ إلى جانِبِ الصَّوابِ وأخَذْنا قَراراتٍ مُؤَسَّسَة بِشَكلٍ راسِخٍ على مَبادِئِ الكِتابِ المُقَدَّس. وفيما نَنْمو في الإيمانِ والمَعرِفَةِ الدَّقيقَة، نَصيرُ راسِخينَ أكثَرَ في الحَقّ. فلَسنا مُتَرَدِّدين، مُتَقَلِّبين، أو نَنجَرُّ بِسُهولَةٍ وَراءَ التَّعاليمِ الخاطِئَة وتَفكيرِ أهلِ العالَم. (أف ٤:١٤؛ يع ١:٦-٨) وإيمانُنا بِيَهْوَه ووُعودِهِ يُبْقينا مُتَّزِنينَ عِندَما نَسمَعُ خَبَرًا سَيِّئًا. (مز ١١٢:٧، ٨) ونَقدِرُ أيضًا أن نَدعَمَ الَّذينَ يُواجِهونَ الصُّعوبات. — ١ تس ٣:٢، ٣.
١٧ ماذا يُساعِدُ الشُّيوخَ أن يُثَبِّتوا الإخوَة؟
١٧ يَلزَمُ أن يَكونَ الشُّيوخُ مُعتَدِلينَ في العادات، رَزينين، مُنَظَّمين، ومَرِنين. فهؤُلاءِ الرِّجالُ يُثَبِّتونَ الإخوَةَ ويُقَوُّونَ الجَماعَةَ حينَ ‹يَتَمَسَّكونَ بِثَباتٍ بِالكَلِمَةِ الأمينَة›. (تي ١:٩؛ ١ تي ٣:١-٣) فبِمِثالِهِم ورِعايَتِهِم لِلجَماعَة، يُساعِدونَ النَّاشِرينَ أن يَكونوا مُنتَظِمينَ في حُضورِ الاجتِماعات، خِدمَةِ الحَقل، والدَّرسِ الشَّخصِيّ. وحينَ يُواجِهُ الإخوَةُ والأخَواتُ ظُروفًا قد تُزَعزِعُ ثَباتَهُم، يَلعَبُ الشُّيوخُ دَورًا كَبيرًا حينَ يُشَجِّعونَهُم أن يَبْقَوْا مُرَكِّزينَ على يَهْوَه ومَقاصِدِه.
١٨ لِماذا نُريدُ أن نُسَبِّحَ يَهْوَه ونَقتَرِبَ مِنهُ أكثَر؟ (أُنظُرْ أيضًا الإطار « طَريقَةٌ لِنَقتَرِبَ أكثَرَ مِن يَهْوَه».)
١٨ بَعدَما تَأمَّلْنا في صِفاتِ يَهْوَه الرَّائِعَة، نَقولُ كما قالَ المَلِكُ دَاوُد: «لِيَتَمَجَّدْ يَهْوَه صَخرَتي». (مز ١٤٤:١) فيَهْوَه سيَظَلُّ كُلَّ يَومٍ وإلى الأبَدِ إلهَنا الَّذي نَتَّكِلُ علَيه. وطَوالَ حَياتِنا، حتَّى إلى كِبَرِنا، سيَبْقى لَدَينا أسبابٌ كَثيرَة لِنَقول: «هو صَخرَتي»، ونَثِقَ كُلَّ الثِّقَةِ أنَّهُ سيَكونُ دائِمًا بِجانِبِنا لِيُساعِدَنا أن نَزدَهِرَ روحِيًّا. — مز ٩٢:١٤، ١٥.
التَّرنيمَة ١٥٠ أُطلُبوا خَلاصَ يَهْوَه
a وصف الصور: في قاعة الملكوت، تقترب أخت من شيخين ترتاح أن تتكلم معهما.