الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

‏«رأوا» وعود الله

‏«رأوا» وعود الله

‏«لَمْ يَنَالُوا إِتْمَامَ ٱلْوُعُودِ،‏ بَلْ مِنْ بَعِيدٍ رَأَوْهَا».‏ —‏ عب ١١:‏١٣‏.‏

١ كَيْفَ تُفِيدُنَا قُدْرَتُنَا عَلَى تَخَيُّلِ أَشْيَاءَ لَمْ نَرَهَا مِنْ قَبْلُ؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي مُسْتَهَلِّ ٱلْمَقَالَةِ.‏)‏

وَهَبَنَا ٱللهُ ٱلْقُدْرَةَ عَلَى رَسْمِ صُوَرٍ ذِهْنِيَّةٍ لِأَشْيَاءَ لَمْ نَرَهَا مِنْ قَبْلُ.‏ وَهٰذِهِ ٱلْعَطِيَّةُ تُتِيحُ لَنَا أَنْ نَضَعَ خُطَطًا حَكِيمَةً وَنَتَطَلَّعَ بِشَوْقٍ إِلَى رُؤْيَةِ ٱلْأَحْدَاثِ ٱلْمُسْتَقْبَلِيَّةِ ٱلْجَمِيلَةِ.‏ وَيَهْوَهُ قَادِرٌ عَلَى مَعْرِفَةِ ٱلْمُسْتَقْبَلِ،‏ وَهُوَ يُطْلِعُنَا عَلَيْهِ مُسْبَقًا فِي طَيَّاتِ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ.‏ وَهٰكَذَا نَتَمَكَّنُ مِنْ خَلْقِ صُوَرٍ ذِهْنِيَّةٍ لِمَا سَيَحْدُثُ.‏ وَفِي ٱلْوَاقِعِ،‏ إِنَّ قُدْرَتَنَا عَلَى تَخَيُّلِ أُمُورٍ لَا تُرَى تَبْنِي فِينَا ٱلْإِيمَانَ.‏ —‏ ٢ كو ٤:‏١٨‏.‏

٢،‏ ٣ ‏(‏أ)‏ لِمَاذَا مِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ نُكَوِّنَ صُوَرًا ذِهْنِيَّةً وَاقِعِيَّةً؟‏ (‏ب)‏ أَيُّ سُؤَالَيْنِ سَنُنَاقِشُهُمَا فِي هٰذَا ٱلدَّرْسِ؟‏

٢ وَلٰكِنْ قَدْ تُرَاوِدُنَا صُوَرٌ ذِهْنِيَّةٌ لَا تَمُتُّ بِصِلَةٍ إِلَى ٱلْوَاقِعِ.‏ مَثَلًا،‏ قَدْ تَتَخَيَّلُ فَتَاةٌ صَغِيرَةٌ أَنَّهَا تُحَلِّقُ عَلَى مَتْنِ فَرَاشَةٍ.‏ وَهٰذَا بِٱلطَّبْعِ مِنْ شَطَحَاتِ ٱلْخَيَالِ.‏ بِٱلْمُقَابِلِ،‏ لَا بُدَّ أَنَّ حَنَّةَ ٱسْتَرْسَلَتْ فِي ٱلتَّفْكِيرِ بِٱلْيَوْمِ حِينَ تَأْخُذُ ٱبْنَهَا صَمُوئِيلَ لِيَخْدُمَ فِي ٱلْمَسْكَنِ.‏ إِلَّا أَنَّهَا لَمْ تَكُنْ تَطْبَعُ فِي ذِهْنِهَا صُوَرًا لَا أَسَاسَ لَهَا،‏ بَلْ صُوَرًا مَبْنِيَّةً عَلَى مَا سَبَقَتْ فَعَزَمَتْ عَلَى فِعْلِهِ.‏ وَهٰذَا مَا سَاعَدَهَا أَنْ تُرَكِّزَ عَلَى هَدَفِهَا.‏ (‏١ صم ١:‏٢٢‏)‏ نَحْنُ أَيْضًا إِذَا تَصَوَّرْنَا مَا وَعَدَ بِهِ ٱللهُ،‏ فَلَسْنَا نَغْرَقُ فِي ٱلْأَوْهَامِ بَلْ نُفَكِّرُ فِي أُمُورٍ سَتَحْدُثُ حَتْمًا.‏ —‏ ٢ بط ١:‏١٩-‏٢١‏.‏

٣ وَلَا شَكَّ أَنَّ ٱلْعَدِيدَ مِنَ ٱلْأُمَنَاءِ ٱلْمَذْكُورِينَ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ كَوَّنُوا صُوَرًا ذِهْنِيَّةً لِمَا وَعَدَ بِهِ ٱللهُ.‏ فَكَيْفَ ٱسْتَفَادُوا مِنْ تَصَوُّرِ ٱلْبَرَكَاتِ ٱلْمُسْتَقْبَلِيَّةِ؟‏ وَكَيْفَ نَسْتَفِيدُ نَحْنُ عِنْدَمَا نُفَكِّرُ فِي ٱلْوُعُودِ ٱلرَّائِعَةِ ٱلَّتِي قَطَعَهَا ٱللهُ لِلْبَشَرِ ٱلطَّائِعِينَ؟‏

قَوَّتْهُمْ «رُؤْيَةُ» ٱلرَّجَاءِ ٱلْمَوْعُودِ بِهِ

٤ عَلَى أَيِّ أَسَاسٍ ٱرْتَكَزَتِ ٱلصُّوَرُ ٱلذِّهْنِيَّةُ ٱلَّتِي كَوَّنَهَا هَابِيلُ عَنِ ٱلْمُسْتَقْبَلِ؟‏

٤ هَلْ «رَأَى» هَابِيلُ،‏ أَوَّلُ رَجُلٍ أَمِينٍ،‏ شَيْئًا مِمَّا وَعَدَ بِهِ يَهْوَهُ؟‏ لَا يَسَعُنَا ٱلْقَوْلُ إِنَّ هَابِيلَ عَلِمَ مُسْبَقًا كَيْفَ سَيَتَحَقَّقُ فِي آخِرِ ٱلْأَمْرِ وَعْدُ ٱللهِ ٱلْوَارِدُ فِي كَلِمَاتِهِ إِلَى ٱلْحَيَّةِ:‏ «أَضَعُ عَدَاوَةً بَيْنَكِ وَبَيْنَ ٱلْمَرْأَةِ وَبَيْنَ نَسْلِكِ وَنَسْلِهَا.‏ هُوَ يَسْحَقُ رَأْسَكِ وَأَنْتِ تَسْحَقِينَ عَقِبَهُ».‏ (‏تك ٣:‏١٤،‏ ١٥‏)‏ لٰكِنَّهُ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ أَمْعَنَ ٱلتَّفْكِيرَ فِي هٰذَا ٱلْوَعْدِ وَأَدْرَكَ أَنَّ شَخْصًا مَا ‹سَيُسْحَقُ عَقِبُهُ› لِكَيْ يَرْتَقِيَ ٱلْبَشَرُ إِلَى ٱلْكَمَالِ ٱلَّذِي تَمَتَّعَ بِهِ آدَمُ وَحَوَّاءُ قَبْلَ ٱلْخَطِيَّةِ.‏ وَبِغَضِّ ٱلنَّظَرِ عَنِ ٱلْمُسْتَقْبَلِ ٱلَّذِي تَصَوَّرَهُ هَابِيلُ،‏ فَقَدْ بَنَى إِيمَانَهُ عَلَى وَعْدِ ٱللهِ،‏ وَهٰذَا مَا دَفَعَ يَهْوَهَ إِلَى قُبُولِ ذَبِيحَتِهِ.‏ —‏ اقرإ التكوين ٤:‏٣-‏٥؛‏ العبرانيين ١١:‏٤‏.‏

٥ لِمَاذَا كَانَ تَخَيُّلُ ٱلْمُسْتَقْبَلِ مُشَجِّعًا لِأَخْنُوخَ؟‏

٥ أَخْنُوخُ أَيْضًا كَانَ رَجُلًا تَقِيًّا أَعْرَبَ عَنِ ٱلْإِيمَانِ مَعَ أَنَّهُ وَاجَهَ أَشْخَاصًا كَافِرِينَ تَكَلَّمُوا بِأُمُورٍ فَظِيعَةٍ عَلَى ٱللهِ.‏ فَقَدْ طُلِبَ مِنْهُ بِوَحْيٍ إِلٰهِيٍّ أَنْ يَتَنَبَّأَ عَنْ مَجِيءِ يَهْوَهَ «مَعَ رِبْوَاتِ قُدُّوسِيهِ،‏ لِيُنَفِّذَ دَيْنُونَةً فِي ٱلْجَمِيعِ،‏ وَيُدِينَ جَمِيعَ ٱلْكَافِرِينَ بِجَمِيعِ أَعْمَالِ كُفْرِهِمِ ٱلَّتِي كَفَرُوا بِهَا،‏ وَبِجَمِيعِ ٱلْأُمُورِ ٱلْفَظِيعَةِ ٱلَّتِي تَكَلَّمَ بِهَا عَلَيْهِ خُطَاةٌ كَافِرُونَ».‏ (‏يه ١٤،‏ ١٥‏)‏ وَبِمَا أَنَّهُ كَانَ رَجُلًا ذَا إِيمَانٍ قَوِيٍّ،‏ ٱسْتَطَاعَ أَنْ يَتَخَيَّلَ عَالَمًا خَالِيًا مِنَ ٱلْكُفْرِ.‏ —‏ اقرإ العبرانيين ١١:‏٥،‏ ٦‏.‏

٦ أَيَّةُ فِكْرَةٍ رُبَّمَا أَبْقَاهَا نُوحٌ فِي بَالِهِ بَعْدَ ٱلطُّوفَانِ؟‏

٦ نَجَا نُوحٌ مِنَ ٱلطُّوفَانِ بِفَضْلِ إِيمَانِهِ.‏ (‏عب ١١:‏٧‏)‏ وَبَعْدَ ٱلطُّوفَانِ،‏ دَفَعَهُ إِيمَانُهُ إِلَى تَقْدِيمِ ذَبَائِحَ حَيَوَانِيَّةٍ.‏ (‏تك ٨:‏٢٠‏)‏ وَلَا شَكَّ أَنَّهُ آمَنَ مِثْلَ هَابِيلَ أَنَّ ٱلْبَشَرَ سَيَتَحَرَّرُونَ فِي ٱلنِّهَايَةِ مِنَ ٱلْعُبُودِيَّةِ لِلْخَطِيَّةِ وَٱلْمَوْتِ.‏ وَحِينَ دَخَلَ ٱلْعَالَمُ بَعْدَ ٱلطُّوفَانِ حِقْبَةً عَصِيبَةً قَاوَمَ فِيهَا نِمْرُودُ إِرَادَةَ يَهْوَهَ،‏ حَافَظَ نُوحٌ عَلَى إِيمَانِهِ وَرَجَائِهِ.‏ (‏تك ١٠:‏٨-‏١٢‏)‏ وَلَا شَكَّ أَنَّ «رُؤْيَةَ» ٱلْوَقْتِ حِينَ يَتَحَرَّرُ ٱلْبَشَرُ مِنَ ٱلْحُكْمِ ٱلظَّالِمِ وَٱلْخَطِيَّةِ ٱلْمَوْرُوثَةِ وَٱلْمَوْتِ كَانَتْ سَتَجْلُبُ لَهُ ٱلْكَثِيرَ مِنَ ٱلتَّشْجِيعِ.‏ نَحْنُ أَيْضًا بِإِمْكَانِنَا أَنْ نُبْقِيَ فِي بَالِنَا ٱلْوُعُودَ ٱلرَّائِعَةَ ٱلَّتِي بَاتَتْ عَلَى ٱلْأَبْوَابِ.‏ —‏ رو ٦:‏٢٣‏.‏

‏«رَأَوُا» ٱلْوُعُودَ وَكَأَنَّهَا حَقِيقَةٌ مَلْمُوسَةٌ

٧ أَيُّ مُسْتَقْبَلٍ رُبَّمَا «رَآهُ» إِبْرَاهِيمُ وَإِسْحَاقُ وَيَعْقُوبُ؟‏

٧ لَا بُدَّ أَنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ تَصَوَّرُوا مُسْتَقْبَلًا زَاهِرًا بَعْدَمَا وَعَدَهُمُ ٱللهُ أَنْ تَتَبَارَكَ بِنَسْلِهِمْ جَمِيعُ أُمَمِ ٱلْأَرْضِ.‏ (‏تك ٢٢:‏١٨؛‏ ٢٦:‏٤؛‏ ٢٨:‏١٤‏)‏ فَٱلْمُتَحَدِّرُونَ مِنْهُمْ كَانُوا سَيَتَكَاثَرُونَ وَيَسْكُنُونَ أَرْضَ ٱلْمَوْعِدِ ٱلَّتِي أَعْطَاهُمْ إِيَّاهَا ٱللهُ.‏ (‏تك ١٥:‏٥-‏٧‏)‏ وَبِٱلْإِيمَانِ،‏ ٱسْتَطَاعَ هٰؤُلَاءِ ٱلْآبَاءُ ٱلْأَجِلَّاءُ ٱلْخَائِفُونَ ٱللهَ أَنْ «يَرَوْا» نَسْلَهُمْ يَمْتَلِكُ هٰذِهِ ٱلْأَرْضَ.‏ وَفِي ٱلْوَاقِعِ،‏ مُنْذُ خَسِرَ ٱلْبَشَرُ كَمَالَهُمْ،‏ أَكَّدَ يَهْوَهُ لِخُدَّامِهِ ٱلْأَوْلِيَاءِ أَنَّ ٱلْبَرَكَاتِ ٱلَّتِي خَسِرَهَا آدَمُ لَمْ تَضِعْ إِلَى ٱلْأَبَدِ.‏

٨ مَا ٱلَّذِي سَاعَدَ إِبْرَاهِيمَ عَلَى ٱلْإِعْرَابِ عَنْ إِيمَانٍ بَارِزٍ؟‏

٨ وَقُدْرَةُ إِبْرَاهِيمَ عَلَى رَسْمِ صُوَرٍ ذِهْنِيَّةٍ لِوُعُودِ ٱللهِ سَاعَدَتْهُ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ أَنْ يَقُومَ بِأَعْمَالٍ دَلَّتْ عَلَى إِيمَانٍ بَارِزٍ.‏ فَمَعَ أَنَّ ٱلْأَسْفَارَ ٱلْمُقَدَّسَةَ تَذْكُرُ أَنَّ إِبْرَاهِيمَ وَغَيْرَهُ مِنْ خُدَّامِ ٱللهِ ٱلْأَوْلِيَاءِ «لَمْ يَنَالُوا إِتْمَامَ ٱلْوُعُودِ» خِلَالَ حَيَاتِهِمْ،‏ فَهُمْ «مِنْ بَعِيدٍ رَأَوْهَا وَرَحَّبُوا بِهَا».‏ ‏(‏اقرإ العبرانيين ١١:‏٨-‏١٣‏.‏)‏ فَقَدِ ٱمْتَلَكَ إِبْرَاهِيمُ أَدِلَّةً دَامِغَةً عَلَى صِدْقِ وُعُودِ ٱللهِ بِحَيْثُ ٱسْتَطَاعَ أَنْ يَرَى مَا تَعْجَزُ ٱلْعَيْنُ عَنْ رُؤْيَتِهِ.‏

٩ كَيْفَ ٱسْتَفَادَ إِبْرَاهِيمُ مِنَ ٱلْإِيمَانِ بِوُعُودِ ٱللهِ؟‏

٩ وَإِيمَانُ إِبْرَاهِيمَ بِوُعُودِ ٱللهِ شَدَّدَ عَزْمَهُ عَلَى فِعْلِ ٱلْمَشِيئَةِ ٱلْإِلٰهِيَّةِ.‏ فَبِٱلْإِيمَانِ تَرَكَ مَدِينَةَ أُورَ وَرَفَضَ أَنْ يُقِيمَ إِقَامَةً دَائِمَةً فِي أَيٍّ مِنْ مُدُنِ كَنْعَانَ ٱلَّتِي كَانَتْ،‏ مِثْلَ أُورَ،‏ أَسَاسَاتُهَا مُتَزَعْزِعَةً لِأَنَّ حُكَّامَهَا لَمْ يَعْرِفُوا ٱللهَ.‏ (‏يش ٢٤:‏٢‏)‏ وَبَقِيَ إِبْرَاهِيمُ حَتَّى نِهَايَةِ حَيَاتِهِ ٱلطَّوِيلَةِ «يَنْتَظِرُ ٱلْمَدِينَةَ ٱلَّتِي لَهَا أَسَاسَاتٌ حَقِيقِيَّةٌ،‏ ٱلَّتِي ٱللهُ بَانِيهَا وَصَانِعُهَا».‏ (‏عب ١١:‏١٠‏)‏ فَهُوَ «رَأَى» نَفْسَهُ يَعِيشُ فِي مَوْطِنٍ دَائِمٍ تَحْتَ حُكْمِ يَهْوَهَ.‏ فَقَدْ آمَنَ هَابِيلُ وَأَخْنُوخُ وَنُوحٌ وَإِبْرَاهِيمُ وَأَمْثَالُهُمْ بِقِيَامَةِ ٱلْأَمْوَاتِ وَتَطَلَّعُوا بِشَوْقٍ إِلَى ٱلْحَيَاةِ عَلَى ٱلْأَرْضِ فِي ظِلِّ حُكْمِ مَلَكُوتِ ٱللهِ،‏ «ٱلْمَدِينَةِ ٱلَّتِي لَهَا أَسَاسَاتٌ حَقِيقِيَّةٌ».‏ وَمِنَ ٱلْمُؤَكَّدِ أَنَّ ٱلتَّأَمُّلَ فِي بَرَكَاتٍ كَهٰذِهِ رَسَّخَ إِيمَانَهُمْ بِيَهْوَهَ.‏ —‏ اقرإ العبرانيين ١١:‏١٥،‏ ١٦‏.‏

١٠ كَيْفَ ٱسْتَفَادَتْ سَارَةُ مِنْ نَظْرَتِهَا ٱلْإِيجَابِيَّةِ إِلَى ٱلْمُسْتَقْبَلِ؟‏

١٠ تَأَمَّلْ فِي مِثَالِ سَارَةَ زَوْجَةِ إِبْرَاهِيمَ.‏ فَمَعَ أَنَّهَا كَانَتْ عَاقِرًا وَفِي ٱلتِّسْعِينَ مِنَ ٱلْعُمْرِ،‏ دَفَعَتْهَا نَظْرَتُهَا ٱلْإِيجَابِيَّةُ إِلَى ٱلْمُسْتَقْبَلِ أَنْ تَعْمَلَ بِإِيمَانٍ.‏ وَفِي ٱلْوَاقِعِ،‏ «رَأَتْ» سَارَةُ نَسْلَهَا يَنْعَمُ بِٱلْبَرَكَاتِ ٱلَّتِي وَعَدَ بِهَا يَهْوَهُ.‏ (‏عب ١١:‏١١،‏ ١٢‏)‏ وَلِمَاذَا تَرَقَّبَتْ سَارَةُ هٰذِهِ ٱلْوُعُودَ؟‏ كَانَ يَهْوَهُ قَدْ وَعَدَ زَوْجَهَا:‏ «إِنِّي أُبَارِكُهَا وَأُعْطِيكَ أَيْضًا مِنْهَا ٱبْنًا،‏ وَأُبَارِكُهَا فَتَكُونُ أُمَمًا،‏ وَمُلُوكُ شُعُوبٍ مِنْهَا يَكُونُونَ».‏ (‏تك ١٧:‏١٦‏)‏ وَبَعْدَ أَنْ وَلَدَتْ إِسْحَاقَ،‏ بَاتَ لَدَيْهَا أَسْبَابٌ وَجِيهَةٌ لِتَتَصَوَّرَ كَيْفَ سَيُتَمِّمُ ٱللهُ كَامِلًا وَعْدَهُ لِإِبْرَاهِيمَ.‏ فَيَا لَهَا مِنْ عَطِيَّةٍ رَائِعَةٍ أَنْ نَرْسُمَ صُوَرًا ذِهْنِيَّةً جَمِيلَةً لِمَا وَعَدَنَا بِهِ ٱللهُ وَسَيُحَقِّقُهُ لَا مَحَالَةَ!‏

نَظَرَ بِإِمْعَانٍ إِلَى ٱلْمُكَافَاةِ

١١،‏ ١٢ كَيْفَ نَمَّى مُوسَى مَحَبَّةً عَمِيقَةً لِيَهْوَهَ؟‏

١١ مُوسَى شَخْصٌ آخَرُ مَارَسَ ٱلْإِيمَانَ بِيَهْوَهَ إِذْ نَمَّى مَحَبَّةً عَمِيقَةً لَهُ.‏ فَحِينَ كَانَ شَابًّا يَتَرَبَّى فِي أَحْضَانِ ٱلْأُسْرَةِ ٱلْمَالِكَةِ فِي مِصْرَ،‏ كَانَ مِنَ ٱلسَّهْلِ أَنْ يُعَشِّشَ فِي قَلْبِهِ حُبُّ ٱلْمَالِ وَٱلسُّلْطَةِ.‏ إِلَّا أَنَّهُ تَعَلَّمَ كَمَا يَتَّضِحُ مِنْ وَالِدَيْهِ ٱلطَّبِيعِيَّيْنِ عَنْ يَهْوَهَ وَقَصْدِهِ أَنْ يُحَرِّرَ ٱلْعِبْرَانِيِّينَ مِنَ ٱلْعُبُودِيَّةِ وَيُعْطِيَهُمْ أَرْضَ ٱلْمَوْعِدِ.‏ (‏تك ١٣:‏١٤،‏ ١٥؛‏ خر ٢:‏٥-‏١٠‏)‏ فَإِذَا كَانَ مُوسَى يُفَكِّرُ دَوْمًا فِي ٱلْبَرَكَاتِ ٱلَّتِي تَكْمُنُ أَمَامَ شَعْبِ ٱللهِ،‏ فَأَيُّ مَحَبَّةٍ كَانَتْ سَتَنْمُو فِي قَلْبِهِ:‏ مَحَبَّةُ ٱلْبُرُوزِ أَمْ مَحَبَّةُ يَهْوَهَ؟‏

١٢ تُجِيبُنَا ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ قَائِلَةً:‏ «بِٱلْإِيمَانِ مُوسَى،‏ لَمَّا كَبِرَ،‏ أَبَى أَنْ يُدْعَى ٱبْنَ ٱبْنَةِ فِرْعَوْنَ،‏ وَٱخْتَارَ أَنْ تُسَاءَ مُعَامَلَتُهُ مَعَ شَعْبِ ٱللهِ عَلَى ٱلتَّمَتُّعِ ٱلْوَقْتِيِّ بِٱلْخَطِيَّةِ.‏ فَقَدِ ٱعْتَبَرَ عَارَ ٱلْمَسِيحِ غِنًى أَعْظَمَ مِنْ كُنُوزِ مِصْرَ،‏ لِأَنَّهُ كَانَ يَنْظُرُ بِإِمْعَانٍ إِلَى ٱلْمُكَافَاةِ».‏ —‏ عب ١١:‏٢٤-‏٢٦‏.‏

١٣ أَيَّةُ فَوَائِدَ حَصَدَهَا مُوسَى مِنَ ٱلتَّفْكِيرِ مَلِيًّا فِي وُعُودِ ٱللهِ؟‏

١٣ وَفِيمَا رَاحَ مُوسَى يُفَكِّرُ مَلِيًّا فِي وُعُودِ يَهْوَهَ لِلْإِسْرَائِيلِيِّينَ،‏ ٱزْدَادَ إِيمَانُهُ وَقَوِيَتْ مَحَبَّتُهُ لِلهِ.‏ فَعَلَى غِرَارِ سَائِرِ خُدَّامِ ٱللهِ،‏ تَصَوَّرَ مُوسَى عَلَى ٱلْأَرْجَحِ ٱلْوَقْتَ ٱلَّذِي سَيُحَرِّرُ فِيهِ يَهْوَهُ ٱلْبَشَرَ مِنَ ٱلْمَوْتِ.‏ (‏اي ١٤:‏١٤،‏ ١٥؛‏ عب ١١:‏١٧-‏١٩‏)‏ فَلَا عَجَبَ أَنِ ٱنْدَفَعَ إِلَى مَحَبَّةِ ٱلْإِلٰهِ ٱلَّذِي أَعْرَبَ عَنِ ٱلرَّأْفَةِ لِلْعِبْرَانِيِّينَ وَٱلْبَشَرِ كَافَّةً.‏ وَمِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّ ٱلْإِيمَانَ وَٱلْمَحَبَّةَ وَجَّهَا مُوسَى فِي كَامِلِ مَسَارِ حَيَاتِهِ.‏ (‏تث ٦:‏٤،‏ ٥‏)‏ حَتَّى عِنْدَمَا هَدَّدَ فِرْعَوْنُ حَيَاتَهُ،‏ وَاجَهَ ٱلتَّهْدِيدَ بِبَسَالَةٍ مُتَسَلِّحًا بِإِيمَانِهِ وَمَحَبَّتِهِ لِلهِ وَبِٱلصُّوَرِ ٱلَّتِي لَا بُدَّ أَنَّهُ رَسَمَهَا فِي ذِهْنِهِ لِلْمُسْتَقْبَلِ ٱلْمُشْرِقِ.‏ —‏ خر ١٠:‏٢٨،‏ ٢٩‏.‏

تَخَيَّلْ بَرَكَاتِ ٱلْمَلَكُوتِ ٱلْأَكِيدَةَ

١٤ أَيُّ نَوْعٍ مِنَ ٱلتَّفْكِيرِ هُوَ مُجَرَّدُ تَخَيُّلَاتٍ؟‏

١٤ كَثِيرُونَ مِنَ ٱلنَّاسِ يَسْرَحُونَ فِي ٱلْخَيَالِ وَيَطْبَعُونَ فِي عُقُولِهِمْ صُوَرًا غَيْرَ وَاقِعِيَّةٍ عَنِ ٱلْمُسْتَقْبَلِ.‏ فَٱلْبَعْضُ مَثَلًا لَا يَمْلِكُونَ إِلَّا ٱلْقَلِيلَ مِنَ ٱلْمَالِ،‏ لٰكِنَّهُمْ يُطْلِقُونَ ٱلْعِنَانَ لِأَحْلَامِهِمْ بِأَنْ يَصِيرُوا فَاحِشِي ٱلثَّرَاءِ وَيَنْعَمُوا بِٱلْأَمَانِ ٱلتَّامِّ مُتَنَاسِينَ أَنَّ حَيَاةَ ٱلْبَشَرِ ٱلْيَوْمَ «مَلْآنَةٌ شَقَاءً وَأَذًى».‏ (‏مز ٩٠:‏١٠‏)‏ وَيَتَخَيَّلُونَ أَنْفُسَهُمْ يَعِيشُونَ بِمَنْأًى عَنِ ٱلْهُمُومِ فِي كَنَفِ حُكُومَةٍ بَشَرِيَّةٍ،‏ فِي حِينِ يُشِيرُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ أَنَّ مَلَكُوتَ ٱللهِ هُوَ رَجَاءُ ٱلْبَشَرِ ٱلْحَقِيقِيُّ ٱلْوَحِيدُ.‏ (‏دا ٢:‏٤٤‏)‏ وَيَظُنُّ عَدِيدُونَ أَنَّ ٱللهَ لَنْ يُدَمِّرَ هٰذَا ٱلنِّظَامَ ٱلشِّرِّيرَ،‏ إِلَّا أَنَّ ٱلصُّورَةَ ٱلَّتِي يَرْسُمُهَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ مُخْتَلِفَةٌ تَمَامًا.‏ (‏صف ١:‏١٨؛‏ ١ يو ٢:‏١٥-‏١٧‏)‏ فَٱلْآمَالُ ٱلَّتِي يَصْبُو إِلَيْهَا كُلُّ مَنْ يَتَجَاهَلُ قَصْدَ ٱللهِ لِلْمُسْتَقْبَلِ لَيْسَتْ سِوَى شَطَحَاتِ خَيَالٍ.‏

هَلْ تَتَخَيَّلُ نَفْسَكَ فِي ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ١٥.‏)‏

١٥ ‏(‏أ)‏ مَا ٱلْفَائِدَةُ ٱلَّتِي يَنَالُهَا ٱلْمَسِيحِيُّونَ مِنْ تَخَيُّلِ رَجَائِهِمْ؟‏ (‏ب)‏ اُذْكُرْ أَمْرًا تَتَشَوَّقُ إِلَى فِعْلِهِ حِينَ يُتَمِّمُ ٱللهُ وُعُودَهُ.‏

١٥ أَمَّا نَحْنُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ فَنَتَشَجَّعُ كَثِيرًا حِينَ نَتَخَيَّلُ رَجَاءَنَا،‏ سَمَاوِيًّا كَانَ أَمْ أَرْضِيًّا.‏ فَهَلْ تَتَخَيَّلُ ٱلْبَرَكَاتِ ٱلَّتِي وَعَدَ بِهَا ٱللهُ؟‏ لَا شَكَّ أَنَّ ٱلتَّأَمُّلَ فِي مَا سَتَفْعَلُهُ حِينَ يُتَمِّمُ ٱللهُ وُعُودَهُ يَبْعَثُ ٱلْفَرَحَ فِي قَلْبِكَ.‏ فَرُبَّمَا «تَرَى» نَفْسَكَ تَنْعَمُ بِٱلْحَيَاةِ عَلَى ٱلْأَرْضِ إِلَى ٱلْأَبَدِ فِيمَا تَتَعَاوَنُ مَعَ ٱلْآخَرِينَ فِي ٱلْعَمَلِ عَلَى تَحْوِيلِ كَوْكَبِنَا إِلَى فِرْدَوْسٍ.‏ وَجِيرَانُكَ مِثْلُكَ تَمَامًا يُحِبُّونَ يَهْوَهَ مِنْ كُلِّ قَلْبِهِمْ.‏ وَأَنْتَ تَتَمَتَّعُ بِكَامِلِ صِحَّتِكَ وَنَشَاطِكَ،‏ وَتَتَطَلَّعُ إِلَى ٱلْحَيَاةِ نَظْرَةً مِلْؤُهَا ٱلْأَمَلُ.‏ وَمَا يَزِيدُ مِنْ مُتْعَةِ حَيَاتِكَ هُمُ ٱلْمُشْرِفُونَ عَلَى عَمَلِكَ لِأَنَّهُمْ يَهْتَمُّونَ بِكَ ٱهْتِمَامًا حَقِيقِيًّا.‏ فَيَا لَلْفَرَحِ ٱلَّذِي سَيَغْمُرُكَ فِيمَا تَسْتَخْدِمُ مَوَاهِبَكَ وَمَهَارَاتِكَ لِفَائِدَةِ ٱلْآخَرِينَ وَتَمْجِيدِ ٱللهِ،‏ مِثْلِ مُسَاعَدَةِ ٱلْمُقَامِينَ عَلَى ٱلتَّعَرُّفِ إِلَى يَهْوَهَ!‏ (‏يو ١٧:‏٣؛‏ اع ٢٤:‏١٥‏)‏ لَا،‏ أَنْتَ لَسْتَ فِي دُنْيَا ٱلْأَحْلَامِ.‏ فَهٰذِهِ ٱلصُّوَرُ ٱلذِّهْنِيَّةُ ٱلرَّائِعَةُ مُؤَسَّسَةٌ عَلَى حَقَائِقَ يَعِدُ بِهَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ.‏ —‏ اش ١١:‏٩؛‏ ٢٥:‏٨؛‏ ٣٣:‏٢٤؛‏ ٣٥:‏٥-‏٧؛‏ ٦٥:‏٢٢‏.‏

بِمَ يُفِيدُنَا ٱلتَّكَلُّمُ عَنْ رَجَائِنَا؟‏

١٦،‏ ١٧ لِمَ يَحْسُنُ بِنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ عَنْ رَجَائِنَا؟‏

١٦ عِنْدَمَا نَتَكَلَّمُ مَعَ مَسِيحِيِّينَ آخَرِينَ عَمَّا نَوَدُّ فِعْلَهُ حِينَ يُتَمِّمُ يَهْوَهُ وُعُودَهُ،‏ تَتَبَلْوَرُ فِي ذِهْنِنَا ٱلصُّوَرُ ٱلَّتِي نَرْسُمُهَا عَنِ ٱلْمُسْتَقْبَلِ.‏ صَحِيحٌ أَنْ لَا أَحَدَ مِنَّا يَعْرِفُ تَمَامًا كَيْفَ سَتَكُونُ حَيَاتُنَا فِي ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ،‏ لٰكِنَّنَا حِينَ نَتَحَدَّثُ عَنْ تَوَقُّعَاتِنَا نُشَجِّعُ بَعْضُنَا بَعْضًا وَنُعَبِّرُ عَنْ إِيمَانِنَا بِصِدْقِ وُعُودِ ٱللهِ.‏ فَحِينَ زَارَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ إِخْوَتَهُ فِي رُومَا،‏ لَا شَكَّ أَنَّهُمْ فَرِحُوا ‹بِتَبَادُلِ ٱلتَّشْجِيعِ› مَعَهُ،‏ وَكَذٰلِكَ نَحْنُ فِي هٰذِهِ ٱلْأَيَّامِ ٱلْعَصِيبَةِ.‏ —‏ رو ١:‏١١،‏ ١٢‏.‏

١٧ كَمَا أَنَّ تَصَوُّرَ ٱلْمُسْتَقْبَلِ يُسَاعِدُنَا أَنْ نَضْبِطَ مَخَاوِفَنَا وَأَفْكَارَنَا ٱلسَّلْبِيَّةَ حَوْلَ ٱلْمِحَنِ ٱلْحَاضِرَةِ.‏ وَلَعَلَّ ٱلرَّسُولَ بُطْرُسَ سَاوَرَهُ هٰذَا ٱلنَّوْعُ مِنَ ٱلْقَلَقِ إِذْ قَالَ لِيَسُوعَ:‏ «هَا نَحْنُ قَدْ تَرَكْنَا كُلَّ شَيْءٍ وَتَبِعْنَاكَ،‏ فَمَاذَا يَكُونُ لَنَا؟‏».‏ وَلِكَيْ يُسَاعِدَ يَسُوعُ بُطْرُسَ وَبَاقِيَ ٱلْحَاضِرِينَ أَنْ يَتَخَيَّلُوا ٱلْمُسْتَقْبَلَ،‏ أَجَابَهُ:‏ «اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ:‏ عِنْدَمَا يَجْلِسُ ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ عَلَى عَرْشِهِ ٱلْمَجِيدِ فِي ٱلتَّجْدِيدِ،‏ تَجْلِسُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا،‏ يَا مَنْ تَبِعْتُمُونِي،‏ عَلَى ٱثْنَيْ عَشَرَ عَرْشًا تَدِينُونَ أَسْبَاطَ إِسْرَائِيلَ ٱلِٱثْنَيْ عَشَرَ.‏ وَكُلُّ مَنْ تَرَكَ بُيُوتًا أَوْ إِخْوَةً أَوْ أَخَوَاتٍ أَوْ أَبًا أَوْ أُمًّا أَوْ أَوْلَادًا أَوْ أَرَاضِيَ لِأَجْلِ ٱسْمِي،‏ يَنَالُ أَضْعَافًا وَيَرِثُ حَيَاةً أَبَدِيَّةً».‏ (‏مت ١٩:‏٢٧-‏٢٩‏)‏ وَهٰكَذَا تَمَكَّنَ بُطْرُسُ وَٱلتَّلَامِيذُ ٱلْآخَرُونَ مِنْ تَخَيُّلِ دَوْرِهِمْ فِي ٱلْحُكُومَةِ ٱلَّتِي سَتَسُودُ ٱلْأَرْضَ وَتُغْدِقُ عَلَى ٱلْبَشَرِ ٱلطَّائِعِينَ بَرَكَاتٍ جَزِيلَةً.‏

١٨ كَيْفَ يُفِيدُنَا ٱلْيَوْمَ ٱلتَّفْكِيرُ فِي إِتْمَامِ وُعُودِ ٱللهِ؟‏

١٨ لَطَالَمَا نَالَ خُدَّامُ يَهْوَهَ عَلَى ٱلْأَرْضِ ٱلْفَوَائِدَ مِنَ ٱلتَّفْكِيرِ فِي إِتْمَامِ ٱلْوُعُودِ ٱلْإِلٰهِيَّةِ.‏ فَهَابِيلُ عَرَفَ عَنْ مَقَاصِدِ ٱللهِ مَا يَكْفِي لِتَصَوُّرِ مُسْتَقْبَلٍ أَفْضَلَ وَٱلتَّحَلِّي بِٱلْإِيمَانِ وَٱلتَّمَسُّكِ بِرَجَاءٍ أَكِيدٍ.‏ وَإِبْرَاهِيمُ لَمْ يَكُنْ لِيَعْمَلَ أَعْمَالًا نَمَّتْ عَنْ إِيمَانٍ بَارِزٍ لَوْ لَمْ «يَرَ» شَيْئًا مِنْ إِتْمَامِ نُبُوَّةِ ٱللهِ عَنِ ‹ٱلنَّسْلِ› ٱلْمَوْعُودِ بِهِ.‏ (‏تك ٣:‏١٥‏)‏ مُوسَى أَيْضًا «نَظَرَ بِإِمْعَانٍ إِلَى ٱلْمُكَافَاةِ»،‏ فَعَمِلَ بِإِيمَانٍ وَعَزَّزَ مَحَبَّتَهُ لِيَهْوَهَ.‏ (‏عب ١١:‏٢٦‏)‏ بِصُورَةٍ مُمَاثِلَةٍ،‏ يَزْدَادُ إِيمَانُنَا بِٱللهِ وَتَعْمُقُ مَحَبَّتُنَا لَهُ فِيمَا نَسْتَخْدِمُ قُدْرَتَنَا عَلَى تَخَيُّلِ ٱلْوَقْتِ حِينَ يُتَمِّمُ مَا وَعَدَ بِهِ.‏ وَسَتُنَاقِشُ ٱلْمَقَالَةُ ٱلتَّالِيَةُ كَيْفَ نَسْتَعْمِلُ هِبَةَ ٱللهِ هٰذِهِ بِأَفْضَلِ طَرِيقَةٍ مُمْكِنَةٍ.‏