محبو يهوه «ليس لهم معثرة»
«سَلَامٌ وَافِرٌ لِمُحِبِّي شَرِيعَتِكَ، وَلَيْسَ لَهُمْ مَعْثَرَةٌ». — مز ١١٩:١٦٥.
١ كَيْفَ أَظْهَرَتْ إِحْدَى ٱلْعَدَّاءَاتِ أَنَّهَا لَمْ تَكُنْ لِتَتَخَلَّى بِسُهُولَةٍ عَنِ ٱلِٱشْتِرَاكِ فِي سِبَاقِ ٱلْعَدْوِ؟
بَدَأَ نَجْمُ مَارِي دِيكِر يَتَأَلَّقُ كَعَدَّاءَةٍ عَلَى حَلَبَاتِ ٱلسِّبَاقِ مُنْذُ سَنَوَاتِ مُرَاهَقَتِهَا ٱلْأُولَى. حَتَّى إِنَّهَا رُشِّحَتْ لِتَرْبَحَ ٱلْمِيدَالِيَّةَ ٱلذَّهَبِيَّةَ لِسِبَاقِ ٱلـ ٣٠٠٠ مِتْرٍ فِي ٱلْأَلْعَابِ ٱلْأُولَمْبِيَّةِ ٱلصَّيْفِيَّةِ لِعَامِ ١٩٨٤. لٰكِنْ حَدَثَ مَا لَمْ يَكُنْ فِي ٱلْحُسْبَانِ. فَفِيمَا كَانَتْ تَعْدُو، تَعَثَّرَتْ بِسَاقِ إِحْدَى ٱلْمُتَبَارِيَاتِ وَسَقَطَتْ أَرْضًا. وَبِسَبَبِ إِصَابَتِهَا، وَجَبَ نَقْلُهَا مِنَ ٱلْحَلْبَةِ وَهِيَ تَذْرِفُ ٱلدُّمُوعَ. بَيْدَ أَنَّ مَارِي لَمْ تَكُنْ مِمَّنْ يَسْتَسْلِمُونَ لِلْفَشَلِ. فَفِي أَقَلَّ مِنْ سَنَةٍ، عَادَتْ مُجَدَّدًا إِلَى ٱلْحَلْبَةِ عَامَ ١٩٨٥ وَسَجَّلَتْ رَقْمًا قِيَاسِيًّا فِي سِبَاقِ ٱلْمِيلِ ٱلْوَاحِدِ لِلسَّيِّدَاتِ.
٢ مَا نَوْعُ ٱلسِّبَاقِ ٱلَّذِي نَشْتَرِكُ فِيهِ كَمَسِيحِيِّينَ، وَمَا هُوَ مِفْتَاحُ ٱلنَّصْرِ فِيهِ؟
٢ نَحْنُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ نَشْتَرِكُ فِي سِبَاقِ عَدْوٍ مَجَازِيٍّ بِهَدَفِ ٱلرِّبْحِ. لٰكِنَّ سِبَاقَنَا لَيْسَ قَصِيرَ ٱلْمَدَى يَعْتَمِدُ فِيهِ ٱلْفَوْزُ عَلَى ٱلسُّرْعَةِ. كَمَا أَنَّهُ لَيْسَ مُجَرَّدَ هَرْوَلَةٍ يَتَوَقَّفُ فِيهَا ٱلْمَرْءُ بَيْنَ ٱلْحِينِ وَٱلْآخَرِ. بَلْ هُوَ أَشْبَهُ بِمَارَاتُونٍ مِفْتَاحُ ٱلنَّصْرِ فِيهِ هُوَ ٱلِٱحْتِمَالُ. وَقَدِ ٱسْتَخْدَمَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ هٰذَا ٱلتَّشْبِيهَ فِي رِسَالَتِهِ إِلَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي كُورِنْثُوسَ، مَدِينَةٍ مَشْهُورَةٍ بِٱلْمُبَارَيَاتِ ٱلرِّيَاضِيَّةِ، حِينَ كَتَبَ: «أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ ٱلَّذِينَ يَرْكُضُونَ فِي ٱلسِّبَاقِ جَمِيعُهُمْ يَرْكُضُونَ، وَلٰكِنَّ وَاحِدًا فَقَطْ يَنَالُ ٱلْجَائِزَةَ؟ هٰكَذَا ٱرْكُضُوا لِتَحْصُلُوا عَلَيْهَا». — ١ كو ٩:٢٤.
٣ مَنْ يَرْبَحُ فِي ٱلسِّبَاقِ ٱلَّذِي يُؤَدِّي إِلَى ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ؟
٣ يَحُثُّنَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ أَنْ نَشْتَرِكَ فِي هٰذَا ٱلسِّبَاقِ ٱلْمَجَازِيِّ. (اِقْرَأْ ١ كورنثوس ٩:
٤ مَا ٱلَّذِي يُصَعِّبُ عَلَيْنَا بُلُوغَ خَطِّ ٱلنِّهَايَةِ فِي ٱلسِّبَاقِ؟
٤ إِنَّ بُلُوغَ خَطِّ ٱلنِّهَايَةِ لَيْسَ بِٱلْأَمْرِ ٱلسَّهْلِ. لِذَا، عَلَى ٱلْعَدَّاءِ أَنْ يَتْبَعَ تَدْرِيبًا صَارِمًا وَيُبْقِيَ هَدَفَهُ وَاضِحًا فِي ٱلذِّهْنِ. وَيَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ هُوَ ٱلْوَحِيدُ ٱلَّذِي تَمَكَّنَ مِنِ ٱجْتِيَازِ خَطِّ ٱلنِّهَايَةِ دُونَ أَنْ يَتَعَثَّرَ مَرَّةً وَاحِدَةً. أَمَّا نَحْنُ ‹فَنَعْثُرُ جَمِيعًا مِرَارًا كَثِيرَةً›، كَمَا قَالَ ٱلتِّلْمِيذُ يَعْقُوبُ. (يع ٣:٢) وَيَا لَصِحَّةِ هٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ! فَجَمِيعُنَا قَدْ تُؤَدِّي بِنَا ٱلنَّقَائِصُ ٱلشَّخْصِيَّةُ وَنَقَائِصُ ٱلْآخَرِينَ إِلَى ٱلتَّعَثُّرِ، فِقْدَانِ ٱلتَّوَازُنِ، وَٱلْإِبْطَاءِ فِي ٱلْعَدْوِ. حَتَّى إِنَّ ٱلْبَعْضَ يَقَعُونَ أَرْضًا. لٰكِنْ هُنَالِكَ أَشْخَاصٌ يَقُومُونَ وَيُتَابِعُونَ ٱلْجَرْيَ فِي حِينِ يَحْتَاجُ آخَرُونَ إِلَى مَنْ يُسَاعِدُهُمْ عَلَى ٱلنُّهُوضِ وَمُتَابَعَةِ ٱلسِّبَاقِ حَتَّى ٱلنِّهَايَةِ. إِذًا، لَا شَكَّ أَنَّنَا جَمِيعًا نَتَعَثَّرُ أَوْ نَسْقُطُ مِنْ حِينٍ إِلَى آخَرَ. — ١ مل ٨:٤٦.
تَابِعِ ٱلسِّبَاقَ حَتَّى لَوْ تَعَثَّرْتَ
٥، ٦ (أ) مَاذَا يَعْنِي أَنَّهُ ‹لَيْسَ مَعْثَرَةٌ› لِلْمَسِيحِيِّ، وَمَاذَا يُسَاعِدُهُ أَنْ يَقُومَ؟ (ب) لِمَاذَا لَا يَسْتَعِيدُ ٱلْبَعْضُ عَافِيَتَهُمْ بَعْدَ ٱلسُّقُوطِ؟
٥ فِي بَعْضِ ٱلْأَحْيَانِ، يَسْتَخْدِمُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ ٱلْكَلِمَتَيْنِ «تَعَثَّرَ» وَ «سَقَطَ» كَمُتَرَادِفَتَيْنِ. عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، لَاحِظِ ٱلْكَلِمَاتِ فِي ٱلْأَمْثَال ٢٤:١٦: «قَدْ يَسْقُطُ ٱلْبَارُّ سَبْعَ مَرَّاتٍ، لٰكِنَّهُ يَقُومُ. أَمَّا ٱلْأَشْرَارُ فَيَتَعَثَّرُونَ بِٱلْبَلِيَّةِ».
٦ إِذَا كُنَّا نَثِقُ بِيَهْوَهَ، فَهُوَ لَنْ يَدَعَنَا نَسْقُطُ — أَيْ نَتَعَرَّضُ لِنَكْسَةٍ رُوحِيَّةٍ — بِحَيْثُ نَعْجِزُ عَنِ ٱلنُّهُوضِ وَٱسْتِعَادَةِ عَافِيَتِنَا. بَلْ سَيُسَاعِدُنَا ‹أَنْ نَقُومَ› وَنَسْتَأْنِفَ خِدْمَتَنَا بِكُلِّ طَاقَتِنَا. فَكَمْ ذٰلِكَ مُشَجِّعٌ لِجَمِيعِ ٱلَّذِينَ يُحِبُّونَ يَهْوَهَ مِنْ كُلِّ قَلْبِهِمْ! إِنَّ ٱلْأَشْرَارَ لَيْسَتْ لَدَيْهِمْ رَغْبَةٌ أَنْ يَقُومُوا. فَهُمْ لَا يَلْتَمِسُونَ مُسَاعَدَةَ رُوحِ ٱللهِ وَشَعْبِهِ، أَوْ يَرْفُضُونَهَا حِينَ تُقَدَّمُ لَهُمْ. بِٱلْمُقَابِلِ، لَا مزمور ١١٩:١٦٥.
يُمْكِنُ لِأَيَّةِ مَعْثَرَةٍ أَنْ تُخْرِجَ «مُحِبِّي شَرِيعَةِ» ٱللهِ مِنَ ٱلسِّبَاقِ ٱلَّذِي يُؤَدِّي إِلَى نَيْلِ جَائِزَةِ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ. — اِقْرَأْ٧، ٨ كَيْفَ يَحْظَى ٱلْمَرْءُ بِرِضَى ٱللهِ حَتَّى وَلَوْ ‹سَقَطَ›؟
٧ يَرْتَكِبُ ٱلْبَعْضُ أَخْطَاءً غَيْرَ خَطِيرَةٍ تَكْرَارًا نَتِيجَةَ نَقْصٍ يُحَارِبُونَهُ. رَغْمَ ذٰلِكَ، يَعْتَبِرُهُمْ يَهْوَهُ أَبْرَارًا إِذَا ‹قَامُوا›، أَيْ إِذَا تَابُوا بِإِخْلَاصٍ وَجَاهَدُوا لِمُتَابَعَةِ خِدْمَتِهِمْ بِوَلَاءٍ. وَهٰذَا وَاضِحٌ مِنَ ٱلطَّرِيقَةِ ٱلَّتِي عَامَلَ بِهَا يَهْوَهُ شَعْبَهُ قَدِيمًا. (اش ٤١:
٨ حَتَّى لَوْ سَقَطَ ٱلْعَدَّاءُ فِي ٱلْمَارَاتُونِ، فَقَدْ يَتَسَنَّى لَهُ ٱلْوَقْتُ لِيُكْمِلَ ٱلسِّبَاقَ إِذَا قَامَ بِسُرْعَةٍ وَتَابَعَ مَسِيرَتَهُ. أَمَّا نَحْنُ فَيَجِبُ أَنْ نُجَاهِدَ لِئَلَّا نَتَعَثَّرَ. صَحِيحٌ أَنَّنَا لَا نَعْرِفُ ‹يَوْمَ وَسَاعَةَ› ٱنْتِهَاءِ سِبَاقِنَا مِنْ أَجْلِ ٱلْحَيَاةِ، لٰكِنَّ هٰذَا ٱلْجِهَادَ يَزِيدُ مِنْ نِسْبَةِ نَجَاحِنَا فِي ٱلْمُحَافَظَةِ عَلَى سُرْعَتِنَا فِي ٱلْعَدْوِ، ٱلْبَقَاءِ فِي ٱلسِّبَاقِ، وَٱلْوُصُولِ إِلَى خَطِّ ٱلنِّهَايَةِ. (مت ٢٤:٣٦) فَكَيْفَ نَتَفَادَى ٱلتَّعَثُّرَ؟
مَعْثَرَاتٌ تُعِيقُ ٱلتَّقَدُّمَ
٩ مَا هِيَ بَعْضُ ٱلْمَعْثَرَاتِ ٱلَّتِي قَدْ تُعِيقُ تَقَدُّمَنَا ٱلرُّوحِيَّ؟
٩ لِنَتَأَمَّلْ فِي خَمْسِ مَعْثَرَاتٍ يُمْكِنُ أَنْ تُعِيقَ تَقَدُّمَنَا ٱلرُّوحِيَّ: اَلضَّعَفَاتِ ٱلشَّخْصِيَّةِ، شَهَوَاتِ ٱلْجَسَدِ، ٱلْمَظَالِمِ ٱلَّتِي يُسَبِّبُهَا لَنَا إِخْوَتُنَا ٱلْمُؤْمِنُونَ، ٱلضِّيقِ أَوِ ٱلِٱضْطِهَادِ، وَنَقَائِصِ ٱلْآخَرِينَ. لٰكِنْ تَذَكَّرْ أَنَّنَا إِذَا تَعَثَّرْنَا، فَيَهْوَهُ صَبُورٌ جِدًّا وَلَا يَتَسَرَّعُ فِي تَصْنِيفِنَا بَيْنَ غَيْرِ ٱلْأَوْلِيَاءِ.
١٠، ١١ أَيُّ ضَعْفٍ شَخْصِيٍّ حَارَبَهُ دَاوُدُ؟
١٠ تُشْبِهُ ٱلضَّعَفَاتُ ٱلشَّخْصِيَّةُ أَحْجَارًا عَلَى حَلْبَةِ ٱلسِّبَاقِ يُمْكِنُ أَنْ يَتَعَثَّرَ بِهَا ٱلْعَدَّاءُ وَهُوَ يَرْكُضُ. وَإِذَا تَفَحَّصْنَا حَيَاةَ ٱلْمَلِكِ دَاوُدَ وَٱلرَّسُولِ بُطْرُسَ، نَتَعَلَّمُ عَنِ ٱثْنَتَيْنِ مِنْ هٰذِهِ ٱلضَّعَفَاتِ: عَدَمِ ضَبْطِ ٱلنَّفْسِ وَخَوْفِ ٱلْإِنْسَانِ.
١١ أَعْرَبَ ٱلْمَلِكُ دَاوُدُ أَحْيَانًا عَنْ عَدَمِ ضَبْطِ ٱلنَّفْسِ. فَبِسَبَبِ ضَعْفِهِ هٰذَا، زَنَى مَعَ بَثْشَبَعَ. كَمَا أَنَّهُ أَوْشَكَ أَنْ يَتَصَرَّفَ بِتَهَوُّرٍ حِينَ وَجَّهَ لَهُ نَابَالُ ٱلْإِهَانَاتِ. نَعَمْ، لَقَدْ خَسِرَ دَاوُدُ مُؤَقَّتًا ضَبْطَ نَفْسِهِ. غَيْرَ أَنَّهُ لَمْ يَكُفَّ قَطُّ عَنِ ٱلسَّعْيِ إِلَى إِرْضَاءِ يَهْوَهَ. وَقَدْ نَالَ ٱلْمُسَاعَدَةَ كَيْ يَتَمَكَّنَ مِنِ ٱسْتِعَادَةِ ٱتِّزَانِهِ ٱلرُّوحِيِّ. — ١ صم ٢٥:
١٢ كَيْفَ بَقِيَ بُطْرُسُ فِي ٱلسِّبَاقِ رَغْمَ تَعَثُّرِهِ؟
١٢ أَعْرَبَ بُطْرُسُ عَنْ خَوْفِ ٱلْإِنْسَانِ، وَبِشَكْلٍ فَادِحٍ أَحْيَانًا. فَقَدْ أَنْكَرَ سَيِّدَهُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ. (لو ٢٢:
١٣ كَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ نَتَعَثَّرَ بِسَبَبِ ٱلْمَشَاكِلِ ٱلصِّحِّيَّةِ؟
١٣ أَحْيَانًا، يَتَعَثَّرُ ٱلْبَعْضُ فِي ٱلسِّبَاقِ وَيَتَوَقَّفُونَ عَنِ
ٱلرَّكْضِ بِسَبَبِ ٱلْمَشَاكِلِ ٱلصِّحِّيَّةِ. عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، عَانَتْ أُخْتٌ يَابَانِيَّةٌ أَزْمَةً صِحِّيَّةً بَعْدَ ١٧ سَنَةً مِنْ مَعْمُودِيَّتِهَا. فَبَاتَتْ مُشْكِلَتُهَا هٰذِهِ شُغْلَهَا ٱلشَّاغِلَ بِحَيْثُ ضَعُفَتْ رُوحِيًّا وَبَاتَتْ خَامِلَةً. فَقَامَ شَيْخَانِ بِزِيَارَتِهَا وَشَجَّعَاهَا بِكَلِمَاتٍ لَطِيفَةٍ. نَتِيجَةَ ذٰلِكَ، أَخَذَتْ تَحْضُرُ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ مُجَدَّدًا. تَقُولُ: «لَقَدْ رَحَّبَ بِي ٱلْإِخْوَةُ تَرْحِيبًا حَارًّا أَثَّرَ فِيَّ إِلَى دَرَجَةِ أَنِّي لَمْ أَسْتَطِعْ أَنْ أُمْسِكَ نَفْسِي عَنِ ٱلْبُكَاءِ». وَهَا هِيَ ٱلْيَوْمَ تُتَابِعُ ٱلسِّبَاقَ مَعَ إِخْوَتِهَا.١٤، ١٥ أَيُّ إِجْرَاءٍ حَازِمٍ يَلْزَمُ ٱتِّخَاذُهُ حِينَ تُغْرِينَا شَهَوَاتُنَا، وَكَيْفَ فَعَلَ ذٰلِكَ أَحَدُ ٱلْإِخْوَةِ؟
١٤ تُشَكِّلُ شَهَوَاتُ ٱلْجَسَدِ أَيْضًا مَعْثَرَةً لِكَثِيرِينَ. فَإِذَا أَغْرَتْنَا شَهَوَاتُنَا، يَجِبُ أَنْ نَتَّخِذَ إِجْرَاءً حَازِمًا كَيْ نَبْقَى أَطْهَارًا فِكْرِيًّا، أَدَبِيًّا، وَرُوحِيًّا. تَذَكَّرْ أَنَّ يَسُوعَ أَوْصَانَا بِأَنْ ‹نُلْقِيَ عَنَّا› بِطَرِيقَةٍ مَجَازِيَّةٍ كُلَّ مَا يُمْكِنُ أَنْ يَجْعَلَنَا نَعْثُرُ، حَتَّى لَوْ كَانَ ذٰلِكَ عَيْنَنَا أَوْ يَدَنَا. وَهٰذَا يَعْنِي أَنْ نَتَخَلَّصَ مِنَ ٱلْأَفْكَارِ وَٱلْمُمَارَسَاتِ ٱلْفَاسِدَةِ أَدَبِيًّا ٱلَّتِي قَدْ تُؤَدِّي بِنَا إِلَى ٱلْخُرُوجِ مِنَ ٱلسِّبَاقِ. — اِقْرَأْ متى ٥:
١٥ يُخْبِرُ أَخٌ تَرَبَّى فِي عَائِلَةٍ مَسِيحِيَّةٍ أَنَّهُ طَالَمَا ٱمْتَلَكَ مُيُولًا مِثْلِيَّةً جِنْسِيَّةً. وَهُوَ ‹لَمْ يَشْعُرْ قَطُّ أَنَّهُ يَنْتَمِي إِلَى ٱلْأَشْخَاصِ ٱلَّذِينَ كَانَ بِرِفْقَتِهِمْ أَيًّا كَانُوا›، عَلَى حَدِّ قَوْلِهِ. وَعِنْدَمَا بَلَغَ ٱلْعِشْرِينَ مِنْ عُمْرِهِ، كَانَ قَدْ أَصْبَحَ فَاتِحًا عَادِيًّا وَخَادِمًا مُسَاعِدًا. إِلَّا أَنَّهُ تَعَثَّرَ عَلَى نَحْوٍ خَطِيرٍ فِي وَقْتٍ لَاحِقٍ. فَأَدَّبَهُ ٱلشُّيُوخُ بِحَسَبِ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ وَمَنَحُوهُ ٱلْمُسَاعَدَةَ. إِثْرَ ذٰلِكَ، دَأَبَ عَلَى ٱلصَّلَاةِ وَدَرْسِ كَلِمَةِ ٱللهِ وَٱلِٱهْتِمَامِ بِٱلْآخَرِينَ. فَتَقَوَّى مُجَدَّدًا وَٱسْتَأْنَفَ نَشَاطَهُ ٱلرُّوحِيَّ. وَٱلْآنَ بَعْدَ سَنَوَاتٍ، يَعْتَرِفُ قَائِلًا: «لَا تَزَالُ تِلْكَ ٱلْمَشَاعِرُ تَنْتَابُنِي مِنْ حِينٍ إِلَى آخَرَ، لٰكِنَّنِي لَا أَسْتَسْلِمُ لَهَا. وَبِمَا أَنَّ يَهْوَهَ لَا يَدَعُنَا نُجَرَّبُ فَوْقَ مَا نَسْتَطِيعُ تَحَمُّلَهُ، فَهٰذَا يَعْنِي أَنَّهُ بِإِمْكَانِي رِبْحُ ٱلْمَعْرَكَةِ». وَيُضِيفُ: «إِنَّ ٱلْحَيَاةَ فِي ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ تَسْتَحِقُّ ٱلنِّضَالَ. وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أَرْبَحَ ٱلْحَيَاةَ ٱلْأَبَدِيَّةَ. وَحَتَّى يَحِينَ ذٰلِكَ ٱلْوَقْتُ، سَأَسْتَمِرُّ فِي ٱلْكِفَاحِ». نَعَمْ، إِنَّ هٰذَا ٱلْأَخَ مُصَمِّمٌ أَنْ يَبْقَى فِي ٱلسِّبَاقِ حَتَّى ٱلنِّهَايَةِ.
١٦، ١٧ (أ) مَا ٱلَّذِي سَاعَدَ أَخًا شَعَرَ بِأَنَّهُ ضَحِيَّةُ ٱلظُّلْمِ؟ (ب) مَاذَا يُسَاعِدُنَا أَلَّا نَتَعَثَّرَ؟
١٦ إِنَّ ٱلْمَظَالِمَ ٱلَّتِي يُسَبِّبُهَا لَنَا إِخْوَتُنَا ٱلْمُؤْمِنُونَ يُمْكِنُ أَنْ تَكُونَ أَيْضًا مَعْثَرَةً لَنَا. مَثَلًا، شَعَرَ شَيْخٌ فِي فَرَنْسَا أَنَّهُ وَقَعَ ضَحِيَّةَ ٱلظُّلْمِ، فَأَصْبَحَ مُرَّ ٱلنَّفْسِ. نَتِيجَةً لِذٰلِكَ، تَوَقَّفَ عَنْ مُعَاشَرَةِ ٱلْجَمَاعَةِ وَصَارَ خَامِلًا. فَزَارَهُ شَيْخَانِ وَأَصْغَيَا إِلَيْهِ بِتَعَاطُفٍ دُونَ أَنْ يُقَاطِعَاهُ وَهُوَ يَرْوِي قِصَّتَهُ بِحَسَبِ وُجْهَةِ نَظَرِهِ. فَحَثَّاهُ أَنْ يُلْقِيَ عِبْئَهُ عَلَى يَهْوَهَ وَذَكَّرَاهُ أَنَّ إِرْضَاءَ ٱللهِ هُوَ ٱلْأَهَمُّ. وَقَدْ تَجَاوَبَ مَعَهُمَا وَسُرْعَانَ مَا عَادَ إِلَى ٱلسِّبَاقِ.
١٧ يَلْزَمُ أَنْ يُبْقِيَ جَمِيعُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ تَرْكِيزَهُمْ عَلَى رَأْسِ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمُعَيَّنِ مِنَ ٱللهِ، يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ، لَا عَلَى ٱلْبَشَرِ ٱلنَّاقِصِينَ. فَيَسُوعُ ٱلَّذِي عَيْنَاهُ «كَلَهَبِ نَارٍ» يَرَى كَافَّةَ ٱلْأُمُورِ مِنْ مِنْظَارٍ صَائِبٍ، وَبِٱلتَّالِي يَرَى أَبْعَدَ بِكَثِيرٍ مِنَّا نَحْنُ. (رؤ ١:
١٨ كَيْفَ يُمْكِنُنَا أَنْ نُوَاجِهَ ٱلْمِحَنَ وَنَتَفَادَى ٱلْمَعْثَرَاتِ؟
١٨ أَيْضًا، قَدْ يُعِيقُ ٱلضِّيقُ أَوِ ٱلِٱضْطِهَادُ تَقَدُّمَ مت ١٣:٢١) لٰكِنْ حِينَ يَعْزِمُ ٱلْمَرْءُ عَلَى ٱلْبَقَاءِ قَرِيبًا مِنْ يَهْوَهَ، فَسَيُسَاعِدُهُ بِذَارُ ٱلْمَلَكُوتِ أَنْ يُعَمِّقَ جُذُورَ إِيمَانِهِ. لِذٰلِكَ، حِينَ نُعَانِي ٱلشَّدَائِدَ، فَلْنَسْعَ لِلتَّأَمُّلِ فِي كُلِّ مَا يَسْتَحِقُّ ٱلْمَدْحَ. (اِقْرَأْ فيلبي ٤:
١٩ كَيْفَ يُمْكِنُنَا أَلَّا نَتَعَثَّرَ بِٱلْإِسَاءَاتِ؟
١٩ يَتَوَقَّفُ ٱلْبَعْضُ عَنْ خِدْمَةِ يَهْوَهَ بِسَبَبِ نَقَائِصِ ٱلْآخَرِينَ، إِمَّا نَتِيجَةَ تَعَرُّضِهِمْ لِلْإِسَاءَةِ أَوْ إِثْرَ نُشُوءِ ٱخْتِلَافٍ فِي وِجْهَاتِ ٱلنَّظَرِ فِي ٱلْمَسَائِلِ ٱلْعَائِدَةِ إِلَى ٱلضَّمِيرِ. (١ كو ٨:
اُرْكُضْ بِٱحْتِمَالٍ، تَجَنَّبِ ٱلتَّعَثُّرَ
٢٠، ٢١ مَاذَا أَنْتَ مُصَمِّمٌ عَلَى فِعْلِهِ فِي ٱلسِّبَاقِ ٱلَّذِي يُؤَدِّي إِلَى ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ؟
٢٠ هَلْ أَنْتَ مُصَمِّمٌ أَنْ ‹تُنْهِيَ ٱلشَّوْطَ›؟ (٢ تي ٤:
٢١ يُخْبِرُنَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ أَنَّ عَلَيْنَا بَذْلَ جُهْدٍ دَؤُوبٍ كَيْ نُكْمِلَ ٱلسِّبَاقَ وَنَفُوزَ بِٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ. وَيَهْوَهُ سَيَمْنَحُنَا ‹سَلَامًا وَافِرًا› يَدْعَمُنَا فِي مَسْعَانَا. (مز ١١٩:١٦٥) وَنَحْنُ وَاثِقُونَ ثِقَةً تَامَّةً أَنَّهُ سَيَدْعَمُنَا بِٱسْتِمْرَارٍ ٱلْآنَ وَيُغْدِقُ عَلَيْنَا بَرَكَاتٍ أَبَدِيَّةً مَتَى أَنْهَيْنَا ٱلسِّبَاقَ. — يع ١:١٢.